Jul 25, 2010

أنا اليمونة

أنا اليمونة. أستريح بعد أن أنهكتني الفيالق لمئات السنين، على ضفاف صحن فسيح من الأرض الخصبة.
أرتفع عن سطح البحر 1540 متراً، وتتأهب جبال شاهقة لمواكبتي من جهاتي الأربع، لا يفوقها شموخا سوى مجد المقاومة التي تجب الضيم عن وطني.
أبذل سخائي بدون حساب، لزواري وجيراني وسكاني، فأقدم لهم من الينابيع أربعين، صافية كصفاء طهارة القديسين، وباردة كبرودة نفوس المطمئنين.
رسمني ربي بأمهر ريشة فأحسن التكوين، ثم لونني بأزهى مما صنعته أيادي الفنانين.
اليمونة اسمي، والبحيرة معناه. هو اسم لا ينسى وان جُهّل، شامخ كالجبال التي جردت من خضرتها، ومياهي عذبة وإن عُبث بها، وهوائي منعشٌ وإن لوّث.
جبال ومياه وهواء وخصوبة أرض، وسخاء عطاء، وضيافة، وطبيعة خلابة تسحر الألباب، وهدوء أخّاذ ينساب بين الشروق ووقت الأصيل، يعزف ربيعاً، ألحان الحياة، ويرندح صيفا رقرقات السواقي، النقية كبياض ثلج الشتاء. فيقصدها كل تواق إلى الاستجمام من دون ملل أو استبدال.
بربِّك يا معالي الوزير ألا أستحق بعد كل هذا أن يدوّن اسمي في سجلات وزارة السياحة؟
أنا اليمونة، أنا التي أنتظر منذ زمن تنفيذ ما طالب به سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر، أن تعبّد طريقي إلى منطقة جبيل، وهي مني على مرمى وردة وليس على مرمى حجر.
ألا من يد تأخذ بيدي لنعبّدها فتصبح سالكة على طريق ورقة التفاهم التي رصعتها أنامل قادتنا بأكرم أحجار الوطنية!
أنا اليمونة، أهلا بكم في ربوعي، فلا تنسوا ذكري ما دمت لا أنسى أني من لبنان.

No comments:

Post a Comment